قصة تائب وقوة الدعاء

الثلاثاء، 26 يناير 2016

قصة تائب وقوة الدعاء


إليكم قصتي قبل التوبة
  أنا من عائلة محترمة متواضعة ومتدينة ، كنت في المدرسة من التلاميذ الملتزمين والنجباء ، فكنت من البيت الى المدرسة ومن المدرسة الى البيت ، عندي القليل من الأصدقاء الصالحين.

لما إنتقلت إلى المتوسطة وبالضبط كنت في عمري 18سنة ، -أي سن المراهقة- تعرفت على بعض التلاميذ  السيئيين وصاحبتهم فصرت أتغيب عن المدرسة أحيانا.  وبدأت أدخن معهم وكما تعرفت على بعض رفقاء السوء من خارج المدرسة أيضا وياليتني لم أعرفهم.

كما قلت بدأت أدخن وزين لي الشيطان عملي ويا ليتني وقفت عند حد التدخين، ولكن للأسف أردت أن أجرب الخمر فجربتها مع بعض الأصدقاء.  ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد بل بت أنتقل من معضلة إلى أخرى بحيث أردت أن أجرب المخدرات وفعلا جربتها . كما تناولت الأقراص الهلوسة أيضا.

تحولت من ذلك الشاب البشوش المستقيم  إلى شاب قاسي القلب فاحش اللسان ، بعيدا عن الله ، بعيدا عن العائلة وبقي الحال هكذا لمدة 3 سنوات ، تدخين ، مخدرات ، زنا  إلخ..

كل معارفي من الجيران والأصحاب والعائلة لم يصدقو إلى ما إلت إليه ، فكان الكثير منهم دائما ما ينصحني بأن أجتنب تلك الرجس وعدم مخالطة رفقاء السوء ، أقول أنا سيء مثلهم والناس يجتنبونني أيضا.

كرهني بعض الناس وخاصة  أقربائي؛  فصاروا يتكلمون معي فقط لتحصيل حاصل أي ردا على سؤال مني أو ما شابه ذلك.

كانت جدتي رحمها الله تنفجع لما تسمع صوت سيارة الإسعاف معتقدة أنا المنقول فيها للمستشفى ، وأمي باتت لا تنام لأنني أحيانا لا أبيت في المنزل ، يعني ألقيت الرعب في قلوب أقرب الناس إلي.

بقيت على هذه الحال ، خمر ومخدرات وليالي حمراء ، مرضت والدتي بسببي وكرهني أبي الذي تعب من نصحي بحيث حاول بكل الأساليب لإصلاحي لكن لا حياة لمن تنادي.

كنت دائما ما  أجلس في مقهى لوحدي ولا أحد يجلس معي. إلا رجل يعرفني منذ أن ولدت ويعرف عائلتي فيأتي وينصحني ويأمرني بترك تلك المنكرات والبدء في الصلاة. وكان يقول لي أنا لم أكن هكذا من قبل وأبي لم يكن هكذا من قبل..

فبقي ينصحني دائما ، ولكن كنت أقول نهايتي ستكون على هذه الحال لأنني أدمنت المخدرات إدمان حقيقي ، أتناولها يوميا بحيث اعتقدت أني لن أستطيع التوقف عنها.
وتمر الأيام وتأتي الأيام وأنا على نفس الحال ، فذات ليلة من ليالي رمضان كنت جالسا قربا من المسجد وكنت أتناول المخدرات تلك اللحظات ، والغريب أن كلمات الإمام الذي كان يقيم درسا قبل صلاة العشاء كانت تدخل قلبي ، وأحببت صوته وكلماته ولكن انصرفت وقلت ربما المخدرات جعلتني حساسا.

وبعد أيام باتت كلمات الرجل الذي ينصحني دائما تراودني وأفكر فيها جيدا وأقول انه على حق ، ولكن أنا في مأزق مدمن على المخدرات ولن أستطيع التخلي عنها تلك كلماتي وتخيلاتي السلبية ، وبت أفكر في الله ، الموت ، الجنة والنار الخ.....
اشتريت زجاجة خمر واختليت وبقيت أشرب ولكن احساسي غريب هذه المرة، أشرب وأنا كاره للخمر ، أسأل نفسي لماذا أشرب هذا الشراب الخبيث؟ فرميت الزجاجة ولم أكملها وقلت أنها آخر زجاجة خمرأشربه. ونهضت من مكاني نادما نوعا ما
وذات يوم ذهبت للعمل وأثناء العمل عزمت على التوبة وترك كل شيء بما فيه المخدرات والكحول والمعاصي ولما ذهبت إلى البيت اغتسلت وطلبت من أمي السجادة كي أصلي فلم تصدق. فقلت يا أماه أعطني السجادة أريد أن أصلي صلاة الفجر و صلاة الظهر فأعطتها لي فصليت. فبقيت أمي في دهشة .

فبدأت بالذهاب إلى المسجد مع ابن عمي - حفظه الله - وابتعدت عن رفقاء السوء نهائيا و أنشأت علاقة صداقة مع بعض الشباب الصالح في المسجد بحيث كنا نجتمع يوميا بعد صلاة العشاء للتذاكر بيننا وتعلم أمور ديننا الحنيف الإسلام .

يا الله فرق شاسع ، بين القرب من الله و الابتعاد عنه والغرق في المعاصي ، يا الله يا قادر يا مقلب القلوب با جبار، أين كنت وأين أصبحت.

فقط بقيت أعاني من مشكلة المخدرات فتوقفت عن تناولها بعد مدة من توبتي شيئا فشيئا وذلك بفتوى من إمام مسجدنا الذي قال لي أنقص في كمية المخدرات وباعد بين إستهلاكها حتى تتخلص منها وأتركها شيئا فشيئا وذلك ما حصل ، توقفت عن تناولها
أصابني نوع من الإكتئاب والندم على كل ما عملته من محرمات ، وزاد تأثير الإقلاع عن المخدرات في إكتئابي وصرت لا أنام لأيام و أصابني وسواس قهري.

فلم أستطع تحمل كل هذا فوسوس لي الشيطان فشربت الخمر ، وفي اليوم التالي ندمت ندمة الله أعلم بها وعزمت على أن لا أعود لمثل هذا العمل ولكني لم أترك الصلاة ، زاد ندمي كما زدت في صدق توبتي فالحمد لله الذي هداني و منِّ علي ِّ بالتوبة
ذهبت إلى الطبيب وشرحت له قصتي فأعطاني بعض الأدوية ، وبالفعل بفضل الله بدأت حالتي تتحسن شيئا فشيئا.
 
ولم أترك الصلاة إلى الآن ولله الحمد ، وحسن حالي وفرح أحبابي لتوبتي وخاصة أمي التي سعدت لتوبتي.

المهم أنني تبت والحمد لله وأنا الآن إنسان صالح ولا أزكي نفسي ولا أزكي على الله أحدا. ولكن بقيت آثار الإقتلاع عن المخدرات إلى الآن وهي الأرق والوسواس والقلق. ولكني مهتم بنفسي وذلك بالعلاج عند الطبيب ولكن الحمد لله.

وجاء يوم فأخبرتني أمي أنها كانت دائما تدعوا لي الله أن يهديني ولم تيأس وبالفعل فاستجاب الله دعائها وكانت سببا في توبتي كما كان الرجل الذي لطالما كان ينصحني سببا في توبتي أيضا - والله اعلم -
 
أحبتي في الله - نصيحة لكل أخ وأخت لي في الإسلام -
أنظروا إلى حالتي الآن بعد ترك المخدرات ،  قلق ، أرق ووسواس ، مالسبب؟ المخدرات. صحيح أعاني نوعا ما ولكن ليس دائما وليس الأمر بالصعب ،  الحمدلله
أنصحكم بعدم الإقتراب من رفقاء السوء ، وعدم شرب الخمر وإستهلاك المخدرات.  واقتربو من الله و أذكروه كثيرا وحافظوا على الصلوات فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأكثروا من الذهاب إلى المساجد.

فوالله للموت تحت شاحنة أو أُصاب بالفقر الشديد أو أمرض بأقبح الأمراض أهون علي أن أعود لشرب الخمر والمخدرات.
 
أحبتي في الله  فلنتذكر الله ونستحيي منه ، فسبحانه يحبنا ولا يبتلينا إلا ليعطينا شيئا أحب إلينا لم نكن نتوقعه ، إن الله سبحانه يستحق العبادة - وحده - ويستحق الشكر والثناء ، ما أكرمه وأجوده ، كيف لنا أن نعصيه وهو يريد لنا الخير، إعلموا فكل شيء من الله خير.
فلنجتنب الرجس قدر المستطاع ولنتب إلى الله ، بأي وجه سنلاقيه إن متنا على معصية وعلى غير توبة.

الحمد لله الذي هداني و منِّ علي ِّ بالتوبة.
أسأل الله لي ولكم الثبات على الإسلام و أن يغفر لنا ذنوبنا ويدخلنا جناته برحمته رفقة الحبيب المصطفى والنبي المجتبى محمد عليه الصلاة والسلام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب: تائب إلى الله 

القصة مُرسلة إلى موقع: إسلام سايث1 / بتاريخ :23 -01- 2016
وشكرا
 
-  المصدر: إسلام سايث ١
ads
هل إستفدت من هذا الموضوع ؟ من فضلك شاركه على :

ليست هناك تعليقات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لــ: az21dz 2016-2022 © أعلن معنا